مناورات صبيانية لنظام العسكر الجزائري للوقوف أمام المغرب لرئاسة مجلس حقوق الإنسان
أبان النظام العسكري الجزائري عن صبيانية منقطعة النظير، حينما دفع بجنوب إفريقيا إلى منافسة المغرب لرئاسة مجلس حقوق الإنسان بجنيف، بعدما كانت أفريقيا كلها خلف مرشح وحيد، وهو المغرب، لكن النظام الجزائري اظهر حقده الدفين وقرر الخروج عن الإجماع العربي المتمثلة في موقف جامعة الدول العربية التي قررت تزكية ترشيح المغرب بالإجماع لرئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
لكن عقيدة العسكر الجزائري تعاكس كل ما هو مغربي، فقد دفعت جنوب إفريقيا إلى إعلان ترشحها أيضا لنفس المنصب للتضييق على المغرب وتشتيت جهوده في الحصول على أصوات دول الاتحاد الإفريقي وبعض الدول بأمريكا اللاتينية، لكن المملكة المغربية التي تتميز بدبلوماسيتها القوية تمكنت من حصد التأييد لملفها.
وننتظر اليوم الأربعاء 10 يناير الجاري2024، جلسة التصويت على رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمعرفة باقي التفاصيل والعودة الى الحديث عن النتائج المترتبة عن ذلك، في الوقت الذي تنافس فيه جنوب إفريقيا المغرب بإيعاز من بلاد الغاز والنفط.
ووضع هذا التنافس الجزائر في موقف محرج، نظرا لكون جامعة الدول العربية التزمت بالتصويت لصالح المغرب، في حين أن الجارة عادت ما تسير ضد التيار كلما تعلق الأمر بمصالح المملكة. فالجزائر حتما ستصوت لحليفتها جنوب إفريقيا وتضرب قرارات الجامعة العربية عرض الحائط، لأنها هي من دفعت بها إلى هذا التنافس غير المتكافئ.
ومن المقرر أن تعقد جلسة التصويت بمقر مجلس حقوق الإنسان الكائن في جنيف، بمشاركة 47 عضوا، موزعة على الشكل التالي: 13 مقعدا لأفريقيا، ونفس العدد لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ 8 لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي؛ 7 لأوروبا الغربية، و6 مقاعد لأوروبا الشرقية.
وضمن المغرب، بنسبة كبيرة، أصوات الجامعة العربية منذ شتنبر الماضي، وعليه من المرتقب أن تصوت لصالحه كل من الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والسودان وإريتريا والصومال، في حين يبقى صوت الجزائر محل شك، ومن غير المتوقع أن تلتزم بالقرار الذي اتخذه المجلس التنفيذي لجامعة الدول العربية. ومن المرجح أيضا أن يحصل المغرب على أصوات كل من ساحل العاج وبنين ومالاوي وغامبيا والسودان، حلفاء المملكة في إفريقيا. وحدها منطقة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، التي قد تميل فيها الكفة لصالح جنوب إفريقيا، بسبب تواجد كل من كوبا وهندوراس والبرازيل. في حين تأمل الرباط في أن تحصل على أصوات جمهورية الدومينيكان وباراغواي، الدولتين اللتين تعترفان بمغربية الصحراء.
وتأتي عملية التصويت لأول مرة وسط خلاف علني نادر في المجموعة الأفريقية التي جاء دورها لتولي قيادة المجلس المؤلف من 47 عضوا والتي تسعى عادة إلى اتخاذ قراراتها ككتلة واحدة والسبب هو الجزائر لان المرشح هو المغرب.
ويجتمع المجلس بضع مرات في السنة في جنيف. والمجلس هو الهيئة العالمية الحكومية الدولية الوحيدة التي تحمي حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ويستطيع المجلس تمحيص سجلات حقوق الإنسان بشدة في البلدان والسماح بإجراء تحقيقات.
تعليقات
إرسال تعليق