القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

ait melloul press - مسارات مغاربة في إسكندنافيا .. صلاح الدين الزيات يكوّن عناصر أمن المطارات _ آيت ملول بريس

 مسارات مغاربة في إسكندنافيا .. صلاح الدين الزيات يكوّن عناصر أمن المطارات


ait melloul press  -   مسارات مغاربة في إسكندنافيا .. صلاح الدين الزيات يكوّن عناصر أمن المطارات _ آيت ملول بريس


ارتبط مسار صلاح الدين الزيات في مراكش بالتحصيل العلمي والتطور الرياضي، جامعا مهارات عالية في “الكراطي” ومتحصلا على تجربة عملية في مجال التدريس بالقطاع العمومي، ليعمل على استثمار هذه المؤهلات من أجل التطور بالدنمارك بعدما قرر الاستقرار هناك في العشرية الأولى من الألفية الجارية.

استهل الزيات الاندماج في المجتمع الدنماركي من خلال ناد رياضي ضمن له البقاء مرتبطا بالمجال الرياضي الذي تمرس فيه بالمغرب، ثم واصل التدرج مهنيا حتى يصل إلى أكاديمية أمن المطارات الدنماركية بصفته واحدا من أطر التكوين في هذه المؤسسة، زيادة على تموقعه الوظيفي الرفيع في مطار كوبنهاغن الدولي.

في مدينة البهجة
نشأ صلاح الدين الزيات في الحي الحسني بمراكش، وبالضبط وسط بنايات مخصصة لإقامة أسر المشتغلين في الأمن الوطني بـ”مدينة البهجة”، يحظى بعناية عائلية تتيح له التقدم بثبات، وفق الإمكانيات المتاحة، في التحصيل المدرسي واكتساب مهارات رياضية من خلال ممارسة الكراطي.

ويقول صلاح الدين: “ذكريات لا تنسى تربطني بفترة الاستقرار في مراكش، قبل الانتقال إلى الدنمارك سنة 2007، خاصة أيام التعلم في مدرسة خالد ابن الوليد وثانوية ابن تومرت، زيادة على أعوام الشباب الأولى التي كانت مليئة بالأحلام والطموحات المتباينة. وما زلت أقصد هذه المدينة الرائعة بين حين وآخر لأعيش نوستالجيا بديعة”.

قبل الاستقرار في الدنمارك، اتجه الزيات إلى التعليم العالي من أجل دراسة العلوم القانونية باللغة الفرنسية، ثم غيّر المسار ليرتبط بالاشتغال في ميدان التربية والتعليم مدرسا، ولازم هذه التجربة على مدى 8 سنوات قبل أن يفتح لنفسه أفقا مغايرا في إسكندنافيا.

من السياحة إلى الاستقرار
يعتبر صلاح الدين الزيات أن انخراطه في تجربة الهجرة إلى خارج المغرب، بالانتقال من مراكش إلى كوبنهاغن، قد تم حسمه على مرحلتين اثنتين؛ أولاهما جاءت بعد زيارة الدنمارك بتأشيرة سياحية، بينما الثانية ترتبط بالتعرف على امرأة دنماركية قرر الارتباط بها كي تصير زوجة له.

ويستحضر ذو الأصل المغربي ما جرى بقوله: “حدث هذا التطور المفصلي في حياتي ليجرني نحو رهانات مغايرة لم أكن أستحضرها زمن الاستقرار في مدينة مراكش. وقد حاولت استثمار كل المهارات التي أتوفر عليها من أجل النجاح في هذه التجربة الجديدة، كما نلت دعما وازنا من زوجتي في شق مسار يرضيني”.

ويشدد الزيات على أن بوابة الاندماج بكيفية إيجابية في المجتمع الدنماركي، بعد ضبط التواصل بلسان فضاء الاستقرار الجديد، قد تحققت من منطلقات رياضية أساسا، ترتبط بالتمرس في المغرب على رياضة الكراطي، ثم جاءت أطوار أخرى للانفتاح على بذل مهني يقدم قيمة مضافة للتواجد في كوبنهاغن.

التميز في التحكيم
أقبل صلاح الدين الزيات على ممارسة الكراطي منذ نعومة أظافره، بداية من نادي “اتحاد الشرطة” في مراكش بحكم انتماء أبيه إلى صفوف الأمن الوطني، ثم التحق بصفوف “الكوكب المراكشي” وعناصره الباصمة على تألقات في هذا الصنف الرياضي على الصعيد المغربي.

ويورد في هذا الشأن: “لدي مسار جيد في رياضة الكراطي بناء على تدرجات في الحصول على الأحزمة، والبصم على نتائج جيدة في البطولات التي نافست فيها. لذلك، حرصت على البحث عن ناد للكراطي يحتضنني بمجرد الوصول إلى الدنمارك”.

ويبقى الزيات مرتبطا بالكراطي حتى الحين، إذ تحصل على دبلومات عديدة في مجال التدريب، ثم ولج ميدان التحكيم في الرياضة نفسها ليصير، وفق تصنيف الاتحاد الدنماركي للكراطي، متموقعا بين الحكام الـ10 الأوائل ذوي أعلى المراتب على صعيد البلاد بأكملها.

مراحل مهنية
ولج صلاح الدين الزيات سوق الشغل بالدنمارك بصفة مساعد تربوي مدة 6 شهور، منكبا على تأطير حصص للتربية البدنية ثم تقديم دروس لغوية بناء على ضبطه لاستعمالات اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وبعدها انتقل إلى العمل في شركة لتأجير السيارات.

ويرى الوافد على الدنمارك من مراكش أن هذه الفترة أتاحت له تحسين التواصل باللغة الدنماركية، من جهة، والتعرف على ثقافة البلد من خلال المعاملات اليومية مع الناس، وبالتالي تقوية الاندماج في بيئة العيش الجديدة من خلال الوعي بكيفية تفكير الناس وطريقة التعامل معهم على هذا الأساس.

تحصل الزيات، في المرحلة الموالية، على تكوين سيكولوجي وسوسيولوجي ليظفر بفرص عمل في مجال الرعاية الاجتماعية المقدمة، رابطا التزاماته المهنية بالتعامل مع ذوي الأصول الاجنبية المتعثرين في التأقلم مع إيقاع العيش الدنماركي، وبعدها غير الوجهة للالتحاق بمطار كوبنهاغن الدولي.

فرصة في المطار
كان صلاح الدين الزيات في مطار العاصمة الدنماركية من أجل الانتقال إلى مراكش، صيف 2008، حين أسرّ لزوجته برغبة صادقة في العمل مع المشرفين على الإجراءات الأمنية لتأمين هذه المحطة الجوية؛ لكنه لم يكن يدري أن ذلك سيتحقق سنة بعد مضي قرابة 6 سنوات عن هذه المكاشفة.

يعلق المنتمي إلى “مغاربة الدنمارك” على ما جرى بقوله: “تقدمت بطلب للعمل في أمن المطار وسارت الأمور بشكل جيد حتى اجتزت كل الاختبارات الضرورية، وكانت بدايتي كعنصر أمن بسيط قبل أن يأتي التطور في المراحل موالية لأبلغ مراتب أعلى ترضيني باستمرار”.

أقبل الزيات، بعد فترة من العمل الميداني، في اجتياز مباراة خاصة بأطر التكوين في أكاديمية أمن المطارات الدنماركية، ليصير الوحيد من أصل أجنبي بين قرابة 30 فردا يؤطرون المشرفين على الإجراءات الأمنية، دون التخلي عن تواجده الميداني على مستوى مطار كوبنهاغن الدولي.

حاجز إضافي
ترتبط المهام الحالية لصلاح الدين الزيات بالمساهمة في أداء أكاديمية أمن المطارات المتصل بتكوين العناصر الجديدة، وتقديم التكوين المستمر للكافة الموارد البشرية، ضمن عمليات المراقبة والتفتيش التي تطال المسافرين قبل الولوج إلى منطقة الإركاب واللحاق بالرحلات الجوية، زيادة على مراقبة كل ما يعبر نحو الفضاء المخصص للشحن.

ويعتبر المستقر في كوبنهاغن أن هذا الأداء في التأطير والتكوين يبتغي تأهيل العناصر المشرفة على الإجراءات الأمنية كي تتعامل مع المرتفقين بكيفية جيدة، وأن يتعزز دورهم في توفير حاجز إضافي أمام كل ما من شأنه أن يهدد الأمن الداخلي لمملكة الدنمارك، خاصة أن حجم المخاطر آخذ في التزايد بمرور الزمن.

كما يقول الزيات: “أقوم حاليا بعمل يرضيني، وأحرص على تقديم قيمة مضافة للمجتمع الدنماركي؛ لكنني لا أزال أتوفر على طموحات مهنية أخرى للارتقاء وظيفيا نحو درجات ومراتب أعلى، ولا إشكال لدي في أي من العثرات العادية التي يتسبب فيها الناس من باب تنافس الجميع على الرزق”.

تضييق الحلَقة
يرى صلاح الدين الزيات بأن الجيل الجديد من المهاجرين صوب الدنمارك يحتاج، مثل سابقيه إلى هذه الأرض الإسكندنافية، إلى التحلي بإرادة قوية تساير الطموحات الجامعة، دون إغفال السلوك الحسن في التعامل مع كل الحاضرين في البيئة المضيفة مهما كانت درجة الصعوبات التي تتم مواجهتها.

ويعتبر مستوفي 15 سنة من الاستقرار في الدنمارك أن الفئة نفسها، المتسمة بتواجد كبير للشريحة العمرية الشابة، مطالبة بالتعامل بكيفية إيجابية مع كل ما تتم ملاقاته في البداية. ومع مرور السنين، يمكن تضييق الحلقة حتى إيجاد ما يلائم الميولات والقدرات للبصم على مسارات تدعو إلى الافتخار.

“المملكة الدنماركية تبقى، بناء على تجربتي الشخصية والمهنية، مناسبة جدا لمن يواظبون على تنمية مؤهلاتهم دون توقف. كما أن المجتمع الدنماركي يعطي الفرص الملائمة لتقدم كل فرد حسب المستوى الذي ينتمي إليه؛ شريطة الفلاح في الحصول على ثقته بالكد والجد”، يختم صلاح الدين الزيات.

تعليقات