القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

تارودانت بريس - Taroudantpress :أحمد الحدري المغربي يكتب...الصحافة أنواع

الصحافة أنواع

تلعب الصحافة ؛ الرقمية منها على الخصوص في عصرنا الحالي دورا خطيرا في تغيير سلوك الناس أفرادا وجماعات ، سواء من الأسوأ الى الأحسن أومن الأحسن الى الأسوأ ،ويتعامل معها الناس بدورهم بحسب عقولهم ، التي تنقسم الى الى ثلاثة أصناف ؛ عقول صغيرة و متوسطة وأخرى كبيرة .
وتنقسم هذه الصحافة أيضا الى ثلاثة أنواع ؛ فهناك الصحافة الممتعة والصحافة المانعة والصحافة المائعة ، فأما الصحافة الممتعة فهي التي تكون محتوياتها متنوعة ومفيدة وتغطي كل المواضيع من الناحية الإخبارية ؛سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية ورياضية ...الخ 
وأما الصحافة المانعة فهي تلك الصحافة التي تنزع الى الاختصاص فتتناول القضايا الكبرى بالتحليل والنقد ، وتقدم للقارئ ما ينير عقله ويهذب سلوكه وتدفعه الى طرح الأسئلة للوصول للحقيقة ، وهي فوق كل ذلك تلك التي تتصف بمهنية عالية وباستقلالية تامة .
وأما الصحافة المائعة ، فهي صحافة الفضائح والنبش في أعراض الناس وخصوصياتهم ، وهي صحافة المجون والاستهتار بالقيم ، هدفها تمييع حياة الناس والتشكيك في صدق ومصداقية المخلصين من أبناء الوطن ، هي صحافة أوجدها من أوجدها لكي تلعب كل الأدوار في آن واحد ؛أدوار النزاهة وهي ضئيلة ، وفقط لإيهام الناس بمصداقيتها ،غير أن أدوار الشيطنة والنفاق وتزييف الحقائق هي الغالبة عليها في كل الأوقات ، وهي كذلك لاتشتغل الا بالأوامر وتحت الطلب ، وخلاصة القول انها صحافة الإبتدال والارتزاق بامتياز .
غير أن تعامل الناس مع هذه الأنواع من الصحافة سواء من حيث الإستفادة منها أو التحصين من تأثير سوء بعضها ، فينقسمون إلى قراء أذكياء ؛ وهم أصحاب العقول الكبيرة التي لا تهتم الا بما تنشره الصحافة المانعة السالفة الذكر ، وفئة أخرى من أصحاب العقول المتوسطة لا تستهويها الا الصحافة الممتعة ، أما القرّاء أصحاب العقول الصغيرة فهم الذين تستهويهم ما تنشره صحافة الذباب الالكتروني ؛صحافة الإبتدال والفضائح والارتزاق .

وخلاصة القول فإن هذا التصنيف لا أقصد به الإلمام الكلي بكل أنواع الصحافة ، بل القصد هو الوقوف على هذه الأنواع الثلاثة المهيمنة على المشهد الاعلامي حاليا والتي تهتم لحياة الناس وتحاول التأثير في أذواقهم وتغيير سلوكهم ، وبالتالي فإن عقولنا تبقى هي الميزان الذي به نميز الصواب والخطأ والجميل والقبيح بين كل هذه الأصناف المذكورة .

أحمد الحدري المغربي

تعليقات